هل بها راحة ؟!

كانت تسير فى شوارع تلك المدينه الصغيره هائمه ... تجوب فيها ولا تدري الى اين واجهتها ....
من يراها يظن انها على علم تام بما تفعل ... ربما لذلك الوجه الذي ترسمه ...
تضع نفسها فى قالب زجاجى غير شفاف .... من ينظر لها يرى ما تريده هي ان تراه ...
تعبت من الانتقال ومع ذلك لا تريد التوقف .... ربما يهدئ تعبها الجسدي من سرعة عقلها الذي لا يتوقف ......
تحاول الخرج من نفسها ومحاولة التفاعل مع العالم الخارجي ......
توقفت لدقائق .... لترى بعض الاطفال دون الخامسة عشر او ما يعرفون فى عالمنا الان بمصطلح " الاندر ايدج " ... ومعهم كلب بيتبول ... لا تدري لما لفت نظرها هذا المشهد خصوصا .......
للحظات تركت نفسها اخيراً .... انه صاحب الكلب يمشي به متفاخراً متباهياً اما اصدقائه ... والعجيب انه يتفاخر حين يرهب البنات الصغيرات بكلبه ....
كلبه الذي كان منذ ثوانى هو نفسه أثير لذلك اللجام وعصا زميل صاحبه الاهوج ....
ترى لماذا يضرب الكلب ؟! ... هل ليجعله مفترسا ولا يخاف احد ؟! ....
كان الكلب يتراجع للخلف كلما هوشه ذلك الزميل بالعصا ... اما صاحبه فكان يحسه على التقدم بجسارة ..........
هل يكون هذا صاحب حقاً ام ماذا ؟! ... اذا كان صاحبه فلماذا يتركه فريسة لتلك العصا ......
هل لابد من الضرب ... ولا مفر من الالم ... حتى نتعلم الصمود فى وجه هذه الدنيا ؟! ....
اليس من حقى عليك يامالكى ان تخاف علي ؟! ...
وبعد ان استشاط الكلب غضباً واصدر نباحه القويه ... اخذه ذلك الصاحب بعد مقولة " تعالى نعدى من جنب البنات " .......
اي جيل هذا ... واين تربية الاباء .... واين ولماذا و .........
ترى هل حقا ابتعدت تلك عن نفسها ؟! ..... نعم .... لقد توقف ذلك الاحمق ولو لدقائق معدوده ......
لما لا يتوقف الى الابد ..... ولكن مهلاً ..... انه كلما توقف لفترة بسيطه ... تعاوده الافكار المتخبطة اضعافاً مضاعفه .... وكأنها تأخذ حقها من الزمن الفائت ....
ترى هل سيستريح ..... وهل بالدنيا راحة ؟! ......